ما هي أسباب الخوف من الزواج؟

ما هي أسباب الخوف من الزواج؟

على الرغم من قوة الحب الذي يجمعنا وشدة التفاهم التي تميز علاقتنا، إلى أننا نشعر بتلك القشعريرة الفكرية عندما يبدأ الحديث عن الإرتباط الرسمي المعلن أمام الناس كافة، فهل هو نوع من التخاذل أم رغبة في التنصل من المسؤولية أو ما هو إلا شعور طبيعي سرعان ما يذوب ويزول لنعود كما كنا.
الخوف من الزواج أمر طبيعي جداً ولعله الشعور الذي يشترك فيه جميع البشر في لحظة من لحظات حياتهم، فما هي أسبابه ودوافعه؟
1- كثيراً ما يكون الدافع الرئيسي الذي يقف وراء الخوف من الزواج هو ما يتبعه من مسؤوليات مادية تتطلب الإلتزام فهو ليس مشروع محدد بمدة ولا خطة مصيرها الإنتهاء، إنما هو عقد لمدى الحياة يتطلب كماً كبيراً من القوة والإنضباط والعقلانية.
2- يشعر الكثير من المقبلين على الزواج بالرهبة العاطفية التي قد تتطور لتصل حدود الخوف، بسبب وجود الكثير من الضوابط الاخلاقية والاجتماعية  والعاطفية التي يفرضها هذا الإرتباط، فلا مجال للتلاعب والتراخي في المشاعر، ولا فرص متاحة أمام العلاقات العابرة مهما كان شكلها، فالإخلاص هو سيد الموقف، وغير ذلك يعني إنهيار هذه المؤسسة المجتمعية أو تحولها من علاقة زوجية عاطفية تعاونية إلى علاقة تأخذ شكل الزويجة ليس إلا.
3- الخوف من الإرتباط الجسدي، ولعل هذا الخوف يسود بين الفتيات أكثر من الشبان، وذلك بسبب عدة عوامل يعد أبرزها ضعف الثقافة والتربية الجنسية في مجتمعاتنا، الحصار العاطفي الذي يفرض على بناتنا ليحول بينهن وبين التعبير عن مشاعرهن بصراحة وأريحية، الصورة النمطية التي زرعت عن العلاقة الجسدية مع الرجل على أساس أنها شيء مرعب، ظناً أن تخويف الفتاة من الرجل يمنعها من إرتكاب الرذيلة، غير أن هذا لا يمت للصحة بصلة، الحوار العلمي الثقافي الديني المتحضر هو السبيل لحماية الأعراض لا التخويف والتهويل والمبالغات.
4- قد يرجع الخوف من الزواج لسبب بسيط جداً،وهو الشعور بالضعف أمام الإنفصال عن العائلة والإستقلالية وعادة ما يكون هذا الشعور عند الفتيات، لأنهن يحظون بدرجة تواصل ورعاية وعناية عالية من قبل أهاليهن.
5- يكون الإرتباط بين شخصين من بيئتين مختلفتين وخلفيتين ثقافيتين متفاوتتين سبب أساسي لرهاب الزواج، لأن كلا الطرفين يخشى من لحظة الإرتباط الواقعي والتواصل المباشر مع بيئة الطرف الآخر وعاداته وتقاليده، فيقع في حيرة من أمره، فيما إذا كان يملك القدرة على التعامل معها والتنازل عن بعض أفكاره، أم أنه سيدخل في حرب ليفرض ما اعتاد عليه.
مهما كانت درجة الخوف من الزواج، فإن الحوار العقلاني الصادق بين الشاب والفتاة هو الشيء الوحيد الذي يكفل زوالها ووضع مشاعر الثقة والسعادة مكانها، فلا زواج ناجح دون عقليات متفتحة متعاونة وواعية لما يحيط بها من متغيرات وظروف على كل الأصعدة.

شاركه

عن غير معرف

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق